منتدى الحصن بين العطاء والتقصير: دعوة للتفاعل والمشاركة

 

لا شك أن منتدى الحصن للتراث والثقافة والفنون يعد منارة ثقافية في المدينة، حيث يسعى بشكل دائم إلى تقديم فعاليات متميزة، سواء على الصعيد الثقافي أو السياسي أو الاقتصادي. فمن خلال استضافته لشخصيات بارزة وتنظيمه لنشاطات نوعية تعكس أهمية الثقافة والتراث المحلي، يشكل المنتدى فرصة ذهبية لتعزيز التواصل المجتمعي وتقديم الإثراء المعرفي والفكري لسكان المدينة.

إلا أن ما يُحزن حقاً هو العزوف الواضح من أبناء المدينة عن التفاعل مع هذه الجهود المباركة. فعدم التجاوب مع دعوات العضوية، والانقطاع عن حضور الفعاليات، يشير إلى تقصير لا يمكن التغاضي عنه. هذا التقاعس، وإن كان غير مقصود، يؤدي إلى ضياع فرص ثمينة للإسهام في بناء مجتمع واعٍ ومثقف، يدرك أهمية الثقافة ودورها في تطوير المدينة.

المنتدى لا يعمل لمصلحة خاصة، بل إنه جهد نابع من الرغبة في خدمة أبناء المدينة أنفسهم. جميع الأنشطة التي ينظمها المنتدى تهدف إلى تعزيز التراث والحفاظ عليه، بالإضافة إلى تشجيع الحوار الثقافي والسياسي البنّاء. لذا، فإن عدم المشاركة والتفاعل مع هذه الجهود هو تفويت لفرصة تعزيز الهوية الثقافية للمدينة، وتحقيق نوع من التكامل بين المجتمع والنخبة المثقفة.

إننا في حاجة إلى أن نقف مع أنفسنا ونسأل: لماذا نترك هذه الفرصة تضيع؟ لماذا لا نكون جزءاً من هذه الجهود التي تعمل لصالحنا؟ فالمنتدى هو منبرنا، والنجاح الذي يحققه سيكون لنا جميعاً. لذلك، ندعو الجميع إلى إعادة النظر في مدى التفاعل مع هذه المؤسسة التي تعمل بلا كلل من أجل المدينة، والعودة إلى المشاركة الفعالة، سواء من خلال العضوية أو من خلال الحضور والمساهمة في فعالياتها.

أبناء الحصن، نحن اليوم أمام فرصة للمساهمة في تشكيل صورة ثقافية متميزة لمدينتنا. فلنكن على قدر المسؤولية، ولنشارك بفعالية فيما يقدم لنا، لأن المنتدى ليس مجرد تجمع للنخبة، بل هو صوت كل فرد في المجتمع، وهو الأداة التي يمكن أن نستغلها لتطوير مدينتنا.

Scroll to Top