الحصن وحكاية التاريخ،،،،؟

احمدابودلو
مدينة عريقة يتعانق فيها الهلال والصليب،،،، مدينة حديثة جديدة العهد ، استوطنتها العشائر والعائلات في النصف الاخير من القرن الثامن عشر طمعاً في اراضيها الخصبة وآبارها وبركتها الرومانية ، ووفدو اليها من حوران ودمشق والكرك ….
ويعتبر ( تل الحصن ) الاثري الناهض بكبرياء شمال البلدة القديمة الموقع التاريخي المهم في الحصن الذي يعود لسنة 3000 قبل الميلاد ، وظل قائماً ايام الرومان والبيزنطيين ، حتى يرجح ان مدينة ديون (Dion) احدى مدن الديكابولس العشرة كانت قائمة عليه … وهناك اعمدة كورونثية شبيهة بأعمدة جرش الرومانية ظاهرة للعيان على هذا التل ، وكذلك هناك حجارة ضخمة مربعة الشكل كأنها أساسات لسور او بناء على الطرف الجنوبي منه … وفي التل الكثير من الأسرار المستودعة في أحشائه ….
كما عثر في الحصن على بعض الأضرحة والنواويس القديمة ، وتماثيل زجاجية في احدى المغاور ، وعلى بعض النقوش والكتابات الأثرية ، وكلها دلائل تشير الى ان الانسان استوطن الحصن منذ القدم ، وعمل بالرعي والزراعة ، وكانت سهول الحصن التي تعتبر جزءاً من سهول حوران تمد الامبراطورية الرومانية بالقمح .
بقيت الحصن قائمة ومزدهرة في العصر المملوكي وبداية العصر العثماني ، ونبغ فيها عدد من العلماء الأفاضل الذين ساهموا في النهضة الأدبية حينذاك ،امثال الشيخ تقي الدين الحصني المولود سنة 1351ميلادي ، حيث نزل دمشق وتفقه على يد علمائها ، له مؤلفات بلغت اكثر من خمسة عشر مخطوطا ، منها كفاية الاخبار ، والمولد النبوي ، وشرح صحيح مسلم ، اشتهر بالزهد ، وتوفي في دمشق سنة 1426 وحملت جنازنه على اعناق الاكابر ، والشاعر احمد ابو العباس الحصني ، له في حريق بولاق شعر قاله سنة 862هجري ، وابراهيم بن حسن الحصني كان جليلا مبجلا في جماعة الحصنيين ونحوهم ، له فضل وصلاح ، توفى بالقاهرة سنة 1464 هجري ، ومحمد بن جمعة الحصني الفقيه والنحوي والخطيب ، له قرض في الشعر ، ومقدمات في النحو والصرف والفقه لم تكتمل ، زار دمشق والقاهرة ، كانت فضائله كثيرة ، ومحمد بن شمس الدين محب الدين الحصني ، ولد في دمشق ، ومن اقارب تقي الدين الحصني ، توفي بالقاهرة سنة 152 ميلادي .
وفي العهد العثماني لحقها الإهمال والنسيان حتى مجيء الزيادنة وحكمهم لبلاد عجلون ( 1759-1775م ). حيث اتفق الخصاونة الساكنين في الحصن مع الامير الفحيلي وعشيرته على طرد الزيادنة الذين عرفوا بالبطش والظلم ، ولما علم احمد الظاهر الزيداني المقيم في تبنه ما يخطط له الخصاونة واعوانهم ارسل يطلب زعيمهم موسى المحمد ، وقام بقطع راسه وعلقه على باب القلعه في تبنه ، وارسل رجاله الى الحصن لنهب بيته ، كما قبضوا على شيوخ الخصاونه واخذوهم الى تبنه ، وبعد فترة هاجم اخمد باشا الجزار والي عكا الزيادنة واخرجهم من بلاد عجلون ، فانتهز الخصاونه الفرصة وفتكوا بالزيادنة ونهبوا متاعهم ومواشيهم وردوا الصاع صاعين وانتقموا لمقتل شيخهم وتسمى هذه الفترة / الحادثة بثورة العجلونيين على الزيادنة .
، وفي القرن التاسع عشر أصبحت الحصن عاصمة بني عبيد. واحتضنت زعماء الناحية وهما عشيرتا الخصاونة والنصيرات ، وكانت حدود الناحية تبدأ شمالا من اربد ، وغربا من جبال عجلون ، وشرقا وجنوبا منطقة الزوية ، ومن قرى بني عبيد يذكر : حوفا ، صمد ، الناطفة ، المزار ، هام ، شطنا ، الجحفية، الصريح ، حبكا ، ايدون .

Scroll to Top